مافيش فايدة

حالنا حال اثنين
احدهما ضرب الثانى بالقلم
وجلسا وحدهما يتعاتبان

المضروب - لماذا ضربتنى؟
الضارب - انا ضربتك؟
المضرب - طبعا ضربتنى
الضارب - والله ما حصل
المضروب - ايدك معلمه اهيه على وشى
الضارب - مافيش على وشك علامه
المضروب - انت مش شايف؟
الضارب - انت بتستعبط؟

ورغم انهم وحدهما
ورغم ان لا احد يريد ان يكسب موقف امام شخص ثالث
ورغم انهم يعرفون الحقيقه
ورغم ان القلم يتكرر كل يوم
ورغم ان نفس الحوار يعاد كل يوم

لكن لا الضارب توقف عن الضرب
ولا عن نفى انه يضرب المضروب
ولا المضروب ثار لضربه
ولا توقف عن محاولات اثبات وجمع ادله وبراهين على انه ينضرب كل يوم
وليه؟
فقط لاقناع من يضربه انه يضربه

جنان

انظر الحوار اليومى فى كل الجرائد والفضائيات

مافيش تعذيب
كل الناس الصغير والكبير سمع او راى او حضر التعذيب

مافيش تزوير
التزوير عينى عينك ولولاه ما وصل المنافقين والجهلاء واللصوص الى المجالس الحاكمه

مافيش فساد
يا نهار اسود طيب نضرب دماغنا فى الحيطه؟

وكل طرف ماضى فى طريقه
وكل طرف متمسك بمنهجه

الضارب ينفذ افكاره ويفعل افاعيله لا يتراجع ولا يتعثر
وانما جدوله الزمنى كالقطار لا يعطله شئ
ودائما ينفى انه ظالم ودائما يقسم انه ملاك

والمضروب يشجب ويصرخ ويحلف انه بينضرب
واقصى امله ان يعترف الضارب انه يضربه

ولم يسال احد
ما الذى يدعو ديكتاتورا ان يتوقف عن ديكتاتوريته؟
وما الذى يجبر مزورا ان يقلع عن تزويره؟
وما الذى يجبر منافقا على ان يخجل ويختشى؟
وما الذى يجعل لصا مجردا من المواهب ومن الشرف ومن المبادئ ان يخون سيده الذى رفعه واثراه وحكمه فى رقاب الشرفاء والذى لولاه لكان فى قاع المجتمع

المبادئ؟
التاريخ؟
الحق؟
المنطق؟
الشعب؟

كل هؤلاء واكثر لا يساوا شيئا عند الضارب ورجاله

والمضروب عليه الا يتعجب ولا يندهش ولا يذهل ولا يبكى ولا يتالم
عندما يراهم فى جلستهم الاخيره يضعون فى اقدامه الاغلال وعلى عينيه العصابات
ثم يغنون بلادى بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى
ثم يهتفون بالروح والدم نفديكى يا مصر

والحقيقه انهم يغنون اغنيه الاربعين حرامى الشهيرة

مين يعادينا هيه هيه
فى اراضينا هاها