Thursday, January 24, 2008

اقتراح للاحزاب


اسوأ ما فى واقعنا ليس الحكومة وليس الرئيس وليس ابن الرئيس
اسوأ ما فى واقعنا هو الاحزاب

وهم الاسوأ لان عندما يكتشف المسافر ان طريقه مسدود يبحث عن طريق بديل
وعندما يفاجأ ان كل الطرق البديلة مسدودة تكون مصيبة

واى شعب
واى تجمع بشرى
لابد ان تجد منه من يميل الى افكار اليسار والاشتراكية والعداله الاجتماعية وتقسيم الثورة والاهتمام بالفقراء
ولابد ايضا ان تجد من يميل الى الرأسمالية وفتح ابواب الابداع وفتح المجال للحافز الفردى وترك الامور لآليات السوق
منطقى طبعا
ومن هذه الافكار واشتقاقاتها تنشأ احزاب اليمين واليسار وما بينهما من وسط وما فى اطرافهم من شيوعية او رأسمالية عنصرية لا ترحم

اذا فالاحزاب تعبر عن افكار انسانية هى موجودة وجوبا وفرضا
فلماذا تترك جمهورها يهجرها ويفقد الثقة فيها وييأس من صلاحها او صلاحيتها

دائما اقرا اخبار الاحزاب واسال نفسى
اهذ سلوك المطالبين بالديموقراطية وكل انظمتهم ديكتاتورية فى اسوأ حالاتها؟
اهذا سلوك منطقى لراغبى اكتساب الشعبية والفوز بثقه الشعب وتوحيد طاقة المجتمع وهم يباتون فى مشاكل ويستيقظون فى معارك؟

اكبر حزبين يمثلون اليمين واليسار
الوفد انقلابات ومعارك قضائيه على الرئاسة والجريدة والسلطة
والتجمع خلافات وتراشق بين السعيد و الحريرى وانصار كل طرف
وباقى الاحزاب فيها مافيها ايضا

وانا لم اقابل اى انسان -على كثرة ما اقابل- يحدثنى عن فكر الوفد ومجهوداته ولا كفاح التجمع وايدلوجياته
كل من حدثنى كان يحدثنى عن الاخوان فقط كأن الساحة خلت لهم
فالمؤيديون يويديون والمعارضون لا يقدمون بديل وهكذا صار الاخوان هم التيار الوحيد فى واقعنا

الاحزاب كلها تشتكى وتبرر عجزها بمضايقات الامن وقوائم الممنوعات ولكنهم جميعا يقرون ان ما يعانيه الاخوان اضعاف ما يعانونه وبالرغم من هذا نجحوا فى التأثير والتواجد

والان اسال او اقترح او احاول ان افهم

لماذا لا تتواجد الاحزاب وسط الشعب؟

لماذا لا يفتحون المقرات لمساعدة الجماهير على حل مشاكلها وتصعيد احتجاجاتها والتوسط لدى الادارات لاكتساب الشعبيه؟

لماذا لا تساعد الطلبة المحتاجين وتطبع الملخصات والملازم ونماذج الامتحانات كما يفعل الاخوان؟

لماذا لا تنظم الندوات الفكريه؟ وحتى لو كان الامن يمنع التنظيم الرسمى خارج الاحزاب فليكن بشكل فردى لمفكرين يؤمنون بفكر الحزب كما يفعل ايضا الاخوان

لماذا لم بنشأ اى حزب قناة تليفزيونية لنشر افكاره والترويج لمعتقداته او على الاقل انتاج برنامج حوارى وشراء وقت اذاعته من اى قناة فضائيه؟

لماذا لم يستهدف اى حزب الشباب يفتش فى مواهبهم ويستغل طاقاتهم ويجتذبهم الى عمل او ابداع فتميل له القلوب ويكتسب بهم الشعبيه؟

كل ما سبق واكثر يفعله الاخوان بمنهجية رائعة
يخاطبون فئات الشعب كل فئة بالاسلوب الذى تفهمه
الاميون والمثقفون, الجاهلون والعلماء, الفقراء والاغنياء
لديهم خطاب ذكى ومختلف ثقافى واجتماعى ودينى لكل نوع وكل فئة
والاحزاب ترى وتسمع وتفهم ورجالها اذكياء وبارعون ولكن سبحان الله
لاحس ولا خبر
كيف يتركون الساحة للاخوان وهم يعلمون ما فى فكرهم المنشور والمعلن من مخاطر تطبيقية ستعود حتما بالبلاد الى عصور ظلام لا يعلم الا الله متى ستنتهى

الغريب ان لو حدث انتخابات بدون تزوير سينجح مرشحى الاحزاب بصفاتهم الشخصية وشعبيتهم الخاصة
وسينجح مرشحى الاخوان بصفتهم اخوان وبسبب شعبية الاخوان
وهذا فرق كبير جدا وهو واضح طبعا فى الدلالة وفى التاثير


على العموم
انا اكتب هذا البوست لاقترح على الاحزاب عملا نافعا

نحن ولاشك فى أواخر عهد سينتهى فى فترة قريبة جدا كما يبدو
سواء بالشيخوخة او سواء بكراهية الشعب بكل فئاته والتى فاقت الحد او سواء بثورة جوعى باتت وشيكة
ولان هذا العهد البغيض جدا والشرير جدا لم يشأ ان يترك مجالا لأذى الناس الا ويسلكه فقد قام بتعديل الدستور ليقضى على الضمانات البسيطه التى كان يكفلها

الدستور الجديد يسمح بمراقبة الناس دون اذن ويسمح بتفتيش المنازل دون اذن ويسمح بمحاكمة المدنيين امام العسكر
وقد لا يتخيل القارئ ما تعنيه هذا التعديلات فى الحياة العملية

مثال واحد فقط
نرغب فى سجن انسان وتلويثه
فى الدستور بعد التعديل
فتش بيته وطلع منه مخدرات واسجنه
قبل التعديل
التفتيش باطل بدون اذن
والحصول على الاذن لابد من اقتناع النيابه بجديه التحريات
هذا ما سيحدث عمليا ولندع كل التبريرات النظرية التى سمعناها فى الاعلام على لسان رجال السلطة


المهم
لو تغير النظام واردنا تغيير الدستور ماذا سنفعل؟
سننتخب لجنه حكماء لوضع دستور ثم يعرض على المفكرين للتحسينات ثم على الشعب مادة مادة لاقراره

مارأيكم ان تبدأ الاحزاب فى هذا من الان؟
تجتمع الاحزاب وتكون لجنة حكماء من فقهاء الدساتير والقوانين ومن جميع الاطراف والتيارات الفكرية

يتم تقسيم الدستور الى اجزاء
عن الحريات وعن الاقتصاد وعن الهوية الخ
تتم صياغة مواد الدستور
سيحدث اختلاف بين الحكماء طبقا لتياراتهم الفكرية سواء يمين او يسار خصوصا مواد الاقتصاد
اذا توضع كل مادة فى اكثر من صياغة طبقا لمختلف الاراء المعتبرة
تتم مناقشة شعبية كبيرة فى وسائل الاعلام وفى اوساط الشعب واوساط المثقفين لكل مادة بكل صيغها لظبط الفكر والصياغة
اتوقع تنفيذ ما سبق فى ستة اشهر تزيد او تنقص حتى نصل الى صياغه مبدئيه لدستور يشمل تكرار لبعض المواد طبقا للمفاهيم المتعارضه

يتم استفتاء الشعب على المواد سواء بقبول الماده او رفضها او سواء فى الاختيار بين الصيغ المختلفة للمادة الواحدة او رفضهم جميعا
يثم هذا الاستفتاء باستخدام بطاقة الرقم القومى تحت اشراف لجان قضائية على مدار شهر او اكثر وباستخدام حاسبات آليه لتسجيل المستفتين بطريقة تمنع التكرار
عموما الاجرءات التنفيذيه تناقش لو تمت الموافقة على الفكرة

سيكون بهذا لدينا دستور جاهز للتطبيق الرسمى عندما يتغير هذا النظام
الفكرة مش مستحيلة ولا صعبة كما تبدو
فقط تحتاج نشاط فى مجتمع كسول


مشكله؟