Thursday, December 18, 2008

لماذا ... اللعينة


لماذا ...‏
نشأت على الخوف من كلمة لماذا
عندما يبدأ اى كلام بلماذا اتوتر واتهيأ لمعركة فكريه اخرج منها منهزما

كل كلمات الاستفهام الاخرى هينه لا تخلف مشاكل
كيف, لم, من, اين, هل, متى ...الخ
كلهن مستأنسات هينات بجلبن اجابات بسيطه مسطحه مباشرة

الا لماذا
دائما تسلمنى الى لماذا اخرى فاخرى فاخرى فى سلسله لعينة مرهقه
وفى النهايه تقودك كل الـ لماذات الى حائط وحيد اسمه

المنطق كده
الطبيعى كده
هو كده

دائما يتوقف التفسير عند هذا الحائط الغامض
ويتوقف العقل عند هذا الحائط حائرا لا يجد مخرج

قل لى مثلا

لماذا نكره الظالم ونتعاطف مع المظلوم؟
لماذا نكره الاشرار والمجرمين والقتلة؟
لماذا نكره اللصوص وسارقى الاوطان؟

قل لى ايضا

لماذا نكره الجبناء ونحب الشجاعه والمروءه؟
لماذا نحتقر الكاذبين والمنافقين واصحاب المائة وجه؟
لماذا نحتقر ونشمئز من الخائن الذى يساعد اعداء وطنه ويعاونهم على التنكيل باهله وابناءه؟

دائما الاجابه انه المنطق
انها طبيعة الاشياء
انها مثل 1 + 1 = 2

ياربى ما هذا المنطق؟
هل هو مخلوق من مخلوقات الله؟
هل خلقه ثم ركب عقولنا عليه حتى صرنا نظنه الحقيقه؟
ما هذه الحتميات التى لا تفسير لها؟

اخيرا
رئيسى الحبيب حسنى مبارك اراحنى من مشاكلى الفكرية
اخيرا اثبت لى ان المنطق خرافه وطبيعة الاشياء سذاجه والبديهيات وهم

رأيته يحب اعدائه واعدائنا الاسرائليين
رأيته يرسل لهم التهانى فى عيدهم الذين قتلوا الالاف منا فيه متمنيا لهم مزيدا من التوفيق

رأيته يحتضنهم ويقبلهم وصورة معهم تنطق بالسعاده
رأيته يهرع الى استقبالهم مرحبا هاشا باشا ويرفض استقبال اخواننا الفلسطينيين مشمئزا نافرا



رأيته يحاصر اخواننا وابناءنا حتى يغرقون فى الظلام ويتضورون من الجوع وحتى يموت مرضاهم وعجائزهم واطفالهم ويهدد من يدخل ارضنا منهم بكسر رجله
ورأيته يدخل الاسرائليين بلدنا بدون تأشيرات وفى اى وقت ويوفر لهم فرص الاستمتاع والرعايه والحماية والامن

رأيته يمنع بعضنا من مد يد المعونه الرمزية لاخواننا
مجرد الرمزية التى لن تحل مشكله

رأيته يبيع ثرواتنا لاعدائنا شبه مجانا ومنا الملايين فقراء وجوعى

رأيته يحمى من استورد السرطان حتى صار فى كل اسرة فى بلدنا قتيل بهذا المرض ويمنع عنه المساءله او حتى مجرد التحقيق

رايته يكرم السارق الذى سرق وسرق وسرق ويعطيه وساما حتى يكون قدوة لمن لم يسرق بعد

رايته يعتقل الالاف من الابرياء ويزج بهم فى السجون بدون محاكمه سنوات طوال ويخرب بيوتهم ويحرق قلوب اهلهم بلا تفسير ولا تبرير

رئيسى المحبوب حطم القواعد وفتح لى الابواب الموصده لكى اسال لماذا ولماذا ولماذا دون ان يعترضنى حائط المنطق اللعين

يمكنى الان ان احب رئيسى
وهو يظلمنى ويعتقلنى ويقتلنى ويهتك عرضى ويصادر اموالى
مازلت قادرا ان احبه
والى اخر لحظه
عندما يضغط بحذائه على وجهى ليغرس رأسى فى طين المحروسه
حتى تنطفئ الانوار من عينى وتنقطع الاصوات من اذنى ويتوقف عقلى عن العمل
ساظل احبه وانتخبه واهتف له

فلم يعد هناك منطق
لم يعد 1+ 1 = 2

لقد حررنى الرئيس من لماذا